الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : حول الضجة المثارة حول وباء ولقاح كوفيد ١٩

موقفنا : حول الضجة المثارة حول وباء ولقاح كوفيد ١٩

15.12.2020
زهير سالم



زهير سالم*

أولا هل الفيروس وانتشار الوباء مؤامرة ..؟؟؟
والسؤال الأقرب إلى العقول والأذهان : من يتآمر على من ؟!
وكورونا هددت بوتين وترامب وبوريس جونسون وغيرهم من صناع القرار العالمي .
وإن تمت الإشارة إلى ما يسمى حكومة العالم الخفية ، فهي إشارة إلى مجهول ، لا يخلو أصحاب القرار فيه، إن كانوا ، أن يكون لهم ولبعض من يحبون من حصاد الفاجعة نصيب .
وهذه المحاكمة العقلية لا تنفي احتمال أن يكون الفيروس قد انتشر نتيجة خطأ بشري محفوف بالاستخفاف والطيش والرعونة وسوء الإدارة .
ونعود إلى اللقاح المعروض أو المبذول وما يشاع حوله ، وبقال عنه ؛ لنقول لم اسمع أي جهة علمية ولا إدارية تصف اللقاح بأنه اللقاح الأمثل .. الكل يتكلم عن " لقاح الضرورة " والذي يمكن أن يقلل من سرعة تفشي الفيروس ولا يمنعها . والكل يقول إن اللقاح المقرر على عجل لم يستوف حقه من الاختبارات التقليدية ، التي يستحقها مثله من اللقاحات في السياقات العادية. السؤال المفصلي الذي يطرح في مثل هذا السياق : هل نفع اللقاح أكبر أو ضرره ؟! ويبدو أن الجواب على الأثر القريب قد ظهر لمن اتخذ القرار . أما تداعيات اللقاح على المدى البعيد فلا يملك أحد القدرة على التنبؤ بها .
التركيز على الجوانب السلبية من اللقاح فقط فيه نوع من البروباغندا الإعلامية ، التي لا تليق ، وهل البديل المقترح هو مواجهة الجائحة بلا تحصين ؟!
إذا صحت النيّات فسيظل اللقاح المستخدم موضع الاستدراك والتحسين.
الدول التي اقتنعت بأن اللجوء إلى اللقاح يقلل من حجم الكارثة ، لم تجبر أحدا عليه ، وهذا أمر مهم لنفي حقيقة ما يسمى المؤامرة . حكومات العالم مؤتمنة على شعوبها ، وهذا السياق التشكيكي لا ينفع ولا يفيد ..
وخيار الإنسان الفرد يبقى دائما هو الحاسم في هذا الطريق .
لندن: ٢٩/ ربيع الثاني ١٤٤٢
١٤/ ١٢ / ٢٠٢٠
____________
*مدير مركز الشرق العربي